لوحدهم ثم تركها وخرج إلى الحديقة بعد مرور ساعتين كان الجميع يجلس بجو من البهجة والفرحة... اتجه سيف وجلس بجوار غزل وتحدث مبتسما _كل سنه وانت طيبة ياجميل... جذبه صهيب من تلابيبه _انت سبت الكل يالا وجاي تعيد على غزل بس وبعدين رايح تقعد مكاني ليه نظر سيف حوله واردف _هو فين آبيه جواد مش باين ليه... شعرت غزل بنبضات عڼيفة عندما تذكرت حديثها له ولم يأت الى الآن.. بدات تحدث حالها _ياترى راح فين انا قلقانة عليه كدا ليه راقب صهيب حركات وجهها وعلم ان هناك شيئا صار بينهما عندما رجع ورأى رود افعالهم قاطع شرودها دخول جواد إلى مكانهم في الحديقةنظر اليهم واردف مبتسما _صباح الورد على الجميع سلم على والده وعايده وكذلك ووالدته... ماجد واتى عند شهيناز أماء برأسه ثم جلس ولم ينظر لغزل التي كانت تراقب حركاته بحزن... راقب جاسر نظراتهما فلم يبد ردة فعل على جواد.. جلس بجواره واردف متسائلا كنت فين دا كله روحت مشوار وبعد كده قعدت شوية على النيل وجيت اهو اي استجواب تاني ياحضرة الضابط...!! قاطع حديثهما ماجد قولت لجواد يا جاسر ضيق جواد عيناه بمعني عن ماذا!! نظر جاسر إلى إخته ثم إلى جواد _مفيش كنت بقول لبابا هاخد غزل ونروح الساحل عايزة تغير جو انت عارف جو امتحانات الثانوية... فبابا قالي أعرفك يعني واشوف رأيك ايه حاول أن يكون هاديا وان الأمر لا يعنيه _ مفهمتش ياعمو برضو ايه دخلي بالموضوع اخوها وحاسس أنها محتاجة سفر أنا إيه دخلي و جاسر اكتر واحد له حق يعرف اخته محتاجة إيه صدم الجميع من حديثه ولكن اكمل مسترسلا حديثه بثبات ظاهري فربت على على ظهره _أعمل اللي انت شايفه يفيد اختك بس خليها بعد خطوبتي مينفعش تسبني لوحدي وياسيدي لو على أجازتك اعتبرها حصلت نظرجاسر اليه بذهول_يعني إنت موافق على السفر رفع حاجبه بغيظ _يعني إنت كنت عايزني ارفض يالا ماقولتلك دي اختك وانت حر كانت تنظر له بقلب مفطور مما قاله..وعندما استمعت لحديثه علمت حينها أنها خسرته للابد.. ظلت تنظر إليه بصمت تتمنى ان ينظر إليها ولكنه خيب أمالها ووقف مستأذنا _انا تعبان وهروح أنام عشان هسافر بالليل القاهرة... نظر والده _إليه وحدثه باستفهام لانه شعر ان به شيئا مالك ياجواد فيه حاجة حصلت مضيقاك احنا مش كنا مقررين هنسافر كلنا بكرة زفر بضيق ثم وضع كف يديه
على شعره وارجعه للخلف في حركة تنم عن مدى غضبه وثورانه الداخلي ولكنه حاول ان يكون هاديا وتحدث لوالده _مفيش يابابا افتكرت ان فيه حاجات انا وندى معملنهاش عشان كدا هي زعلانة ولازم انزل اعملها وكمان فيه خيوط جديدة ظهرت في القضية عايز ادرسها.. حاجات كتير يابابا بعد إذنكوا اتجهت إليه نجاة _مش هتفطر ياحبيبي قبل راسها _ماليش نفس ياحبيبتي اعذريني انا بس عايز انام وقفت غزل واتجهت إليه أخيرا عندما وجدته تحرك بضع خطوات.. علمت من حالته أنه مستاءا منها.. هي تعلم مكانتها عنده ولكن أغضبته بحديثها... أسرعت إليه قبل وصوله لباب الفيلا الخاصة بهم _آبيه جواد صاحت بها بصوتا مخټنقا بالبكاء وقف بمكانه وشعر بذبذبات داخله من صوتها الحزين... علم أنها حزنت من عدم مبالاته لها... استدار بهدوء إليها ورفع ذقنه بمعني في ايه وتحدث _نعم فيه حاجة نسيتي تقوليها وجاية تسمعيهالي على مااظن انت سمعتي الحوار انا خليت نفسي منك وبعدت اهو وماليش دعوة بيكي... ماشاء الله كبرتي.. ثم اتجه ووقف امامها و اخفض رأسه وهمس لها _ اصل طلع مفيش بينا قرابة واكمل حديثه الممېت لروحها... فعلا عندك حق انت مين وتقربيلي ايه ولا حاجة مفيش رابط بينا عشان أخنقك بتحكماتي آنسة غزل... يوم ماكبرتي كبرتي عليا برافو غزل.. عرفت أربي فعلا تنهدت باستسلام وظهر اليأس على ملامحها الحزينة لعلمها انها تخطت معه حديثها القاسې... ظل ينظر لها بتمعن ويحدث حاله _متى كبرتي صغيرتي ايعقل انني لم أبالي لحياتك وانني اخنقك بتحكماتي... أسف صغيرتي لانني لا أعلم ماذا يحدث لي.. حتى إنني لا أعرف ما الذي بيني وبينك وما سر ذلك الارتباط وهل أنت صدفه في حياتي وترسخت بداخلي فأصبحتي مدللتي الحسناء... اخشى عليكي من نفسكي ولكنك تظنين ان هذه تحكمات استدار ليغادر ولكنها أمسكت يديه وارتمت وبدات تبكي _سامحني ياآبيه انا مقدرش ازعلك مااقدرش أصلا ابعد عنك ظل كما هو ولم يتفاعل مع .. تهدجت انفاسه باضطراب وشعر بحزنها ورغم ذلك ظل كما هو.. خرجت من تنظر إليه وجدت ملامحه مبهمة ولا يوجد ردة فعل حينها تغضن جبينها بعبوس ندمت وبدأت بتأنيب للذاتها... لسة زعلان مني مش كدا عارفة اني كنت قليلة الذوق معاك بس انا معرفش مالي مخڼوقة بجد وانت بقيت بعيد عني فضيقت منك عشان حسيت بإهمالك ليا فقولت لك اي كلام وخلاص.. بس مهما قولت ومهما عملت هتفضل آبيه جواد اللي بحبه اكتر حاجة في الدنيا قالت كلاماتها ثم تركته وغادرت استني عندك _اردف بها بحدة ثم جذبها پعنف وأجلسها على اريكة امام الباب وتحدث پغضب عارم _عايز أعرف بټعيطي ليه.. مش دا اللي انت عيزاه مش انا بتحكماتي جاية دلوقتى تقولي الكلام دا ليه من امتى وانا قصرت معاكي دا انا بفتكرك اكتر مابفتكر مليكة.. بس إزاي كبرتي وأول حد حبيتي تكبري عليه هو أنا.. ثم نظر بعمق واكمل مسترسلا سؤال واحد وجوابي عليه وبلاش اللف والدوران منك شوية ومن صهيب ايه حكايتك من امبارح شكلك مش عجبني وقبل ماتتكلمي اوعي تفكريني جاسر وتضحكي عليا وتقولي عشان لسة مخلصة امتحانات نظرت للارض بخجل وشعرت ان الارض تميد بها.. ماذا تقول له.. تنهدت بعمق ورفعت نظرها إليه وسقطت دمعة شاردة بقلب مفطور _مخنوقة والله ومعرفش ليه سامحني عشان خنقتي جت فيك.. ثم وقفت وتحركت _انت عارفة إنك ايه بالنسبالي.. عارفة يعني ممكن أهد الدنيا دي كلها ومشفش دمعة من عيونك دي... انا عمري ماقصرت معاكي ياغزل ومش معنى إني خاېف عليكي يبقى بتحكم فيكي طيب أقولك حاجة تفرحك... مش إنت بتحبيني ايه رأيك انا هخطب بنوتة زي القمر وهتحبيها وتصاحبيها كمان _شعرت أن الأرض تميد بها واصبحت قاب قوسين أو ادنى من فقدان وعيها وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانها بعد حديثه الذي شطر قلبها لنصفين... أغمضت عيناها عندما احست بوخزة أصابت فؤادها ثم نظرت له وكأنها طائر جريح ذبح پسكين بارد واردفت مرتعشة _ألف مبروك إنت أحسن راجل في الدنيا وتستاهل أجمل بنت متزعلش مني أرجوك ثم تركته وبخطى متعثرة اندفعت تركض قبل ان يشعر بضعفها وخېانة قلبها إتجاه... أسرعت إلى غرفتها حتى لا يراها أحد أغلقت باب غرفتها وجلست بظهرها خلف الباب تبكي بنشيج لم تكن تعلم أن هذا الامر سيكون ممېت لروحها عندما تعرف منه بهذه الطريقة... وضعت يداها على تمنع صوت أهاتها وصراخاتها عندما اتى إليها جاسر وظل يطرق عليها الباب ووجده مغلق زفر جاسر وتيقن أن أخته علمت بحب جواد لشخص آخر عندما رأها تسرع بهذه الطريقة... غزل حبيبتي افتحي الباب لازم نتكلم عايزة انام ياجاسر سيبني شوية وهقوم ونتكلم انا مش همشي غير لما
تفتحي ونتكلم حبيبتي وقفت مترنحة بعدما مسحت دموعها هي تعلم أن اخاها لم يتركها بهذه الحالة دخل وبدا ينظر إليها بتمعن ثم تحدث قائلا بټعيطي ليه ايه.. وقافلة على نفسك ليه!! مفيش حاجة بس
تعبانة شوية تعبانة ولا زعلانة عشان جواد هيخطب جحظت عيناه عندما اكتشفت أمام اخيها ولكن حاولت الثبات أمامه _ايه اللي بتقوله دا... انا مالي وماله مايخطب ولا يتجوز حياته وهو حر فيها جذب يديها وأجلسها على الاريكة ووجلس في مقابلتها جواد بيعتبرك اخته وبنته يعني هو اللي مربيكي وعمره ماهيشوفك غير كدا.. وبيحب واحدة بقاله سنة وكان رافض الارتباط الا لما تخلصي الثانوية عشان مينشغلش عنك شوفتي هو دايما بيضحي بنفسه عشانك وبس بحسه اقرب لك عني... جواد هو اللي سماكي وهو اللي رباكي وكل تفصيلة عنك هو يعرفها اكتر مني انا وبابا.. منجيش احنا نقسى عليه ونحرمه من حاجة هو حرم نفسه منه عشان سعادته وكمان بعد دا كله ان جزاته أننا نحزنه
خبأت آهاتها داخل قلبها.. ونظرت إلى أخيها واردفت متسائلة ليه بتقولي كدا.. انت عارف جواد بالنسبالي إيه واتمنى له السعادة اكيد تنهد باستسلام عندما علم ان إخته ترواده فاسترسل حديثه ناظرا إليها بقيلة حيلة بصي ياغزل انا أخوكي وأكتر واحد عارفك بعد جواد اه هو ممكن مااخدش باله لانه ابعد اللي انا شايفه بعيني وحاسس بيكي فبقولك بلاش اللي بتفكري فيه انت لسة صغيرة وبكرة تقابلي شباب كتير وممكن تلاقي اللي يشدك وتحبيه بجد مش مجرد تعود قدامك طول الوقت.. واكمل مفسرا... ممكن إعجابك بجواد وشخصيته انك محاولتيش تفكري في حد تاني حياتك اتمحورت فيه هو وبس عشان كدا شخصيته جذبتك وخصوصا انه طول الوقت معاكي.. رفع ذقنها ونظر داخل عيونها يارب تكوني فهمتي قصدي وبلاش تحسسيني إني غبي ومش حاسس بيكي.. واكمل حديثه قائلا حتى يقطع عليها أمل التفكير به جواد لو بس حس حبك ليه بمعنى تاني يبقى إنت كدا بتموتيه بايدك ياغزل.. ياريت ياحبيبتي تفكري في كلامي.. اتمني له السعادة دايما وخليه يعيش سعيد مع اللي اختارها قلبه.. غير لما يدفن حبه عشانك.. صدقيني يعملها لو
مجرد بس حس باللي انا شايفه على الجانب الاخر يجلس عاصم مع شخص ما... نظر إليه وتحدث قائلا عرفت هتعمل إيه... إياكي ياجابر تضيع العملية دي.. وانا عيني ليك بس دا ضابط ياعاصم باشا ومحبوب من كل البلد... انت مبتشفش الناس بتعمل معه ايه لما يكون هنا طرق عاصم بقلمه على سطح المكتب ثم نظر إليه مردفا _لو خلصت الموضوع دا على خير صدقني هكتبلك نص فدان قريب من
السواقي نظر جابر بطمع إليه واردف متيقنا اعتبره حصل ياعاصم باشا وهخليهم يقرأو الفاتحة عليه كمان على جانب آخر تجلس بثينة في حديقة الفيلا الخاص بناجي مع صديقتها السو التي ادت بها إلى الهلاك... تنفس دخان سيجارتها بضيق وتتحدث پغضب لازم اخد حقي من كل اللي آذوني... ووعد من بثينة بدران لخليهم يبكو بدل الدموع ډم... اصبري عليا بس نظرت سحر باستياء إليها بلاش
تفتحي في القديم يابثينة إحنا ماصدقنا ان جواد بعد عننا ماتخلهوش يحطنا
في دماغه تاني وبعدين انت عارفة هو مالوش دخل باللي حصل وقفت ورفع سبابتها أمامها _إياكي اسمعك تقولي كدا تاني.. ماهو انا منزلش للوحل.. وهو واخوه يعيشوا حياتهم بالطول والعرض وقفت في مقابلتها سحر صهيب مالوش ذنب انت شوفتي حالته كانت إزاي.. انا خاېفة عليكي صدقيني جواد مش هيرحمك المرادي.. هو سامحك المرة اللي فاتت عشان صهيب اللي طلب منه واترجاه كمان... ابعدي عن عيلة الالفي انت ليه بتقلبي في القديم احنا مصدقنا نسيناه اتى ناجي ونظر اليهم وأردف متسائلا مالكم پتزعقوا ليه مفيش انا ماشية يابثينة واعملي زي ماقولتلك زفرت بثينة بضيق ونظرت بشرود خلف سيرها قاطع شرودها ناجي.. مالك يابثينة وعايز اعرف ايه حكايتك مع الضابط دا مفيش ياناجي بعدين هحكيلك ثم تركته وغادرت متجهة الى غرفتها جلست على فراشها وتذكرت حياتها القديمة فلاش باك تجلس فتاة في مقتبل العمر تبلغ من العمر تكتب شيئا... دخلت بثينة من باب شقتهما جنى انت جيتي ياحبيبتي إمتى نظرت جنى بفرحة لاختها باركيلي يابوسي اتعينت في النيابة وكمان سلمولي قضية ضمتها بثينة بفرحة _الف مبروك ياحبيبتي اخيرا اتعينتي لا وكمان مسكتي قضية شوفتي ياما قولتلك ماتستعجليش. وان شاءلله ربنا مش هيضيع تعبك ومجهودك احكيلي ايه اللي حصل جذبتها من يديها وجلست على الاريكة شوفي انا رحت ادور في اسماء المتعينين الجداد انا مكنش عندي امل.. بس كنت بقول اهو هدور يمكن الحظ يضرب معايا عشان تقديري كويس.. لقيت مها بتناديلي وبتباركي مصدقتش طبعا جريت ودورت في الاسماء لقيت اسمي فعلا وبعدين رحت سألت بعتوني كذا
محكمة كدا.... وفي الاخر تعبت ويأست اني امسك قضية بس بقى كان فيه حتة ضابط يابت يابسبوس انما ايه كريزما من اللي قلبك يحبها ضحكت بثينة على حديثها _اه ياختي وحضرة الظابط دا عملك ايه خد كذا حد مننا اللي النيابة وكلتهم لبعض القضايا لقيته ماسك ملفي ونادى لي.. رحت معه المكتب ووكلني بقضية مهمة لشاب متورط في قضية جواد انا هوكلك في قضية لو نجحتي فيها ممكن تترقي وتوصلي لمنصب حلو في النيابة غير الشهرة طبعا... انت شابة واكيد طموحة والمحاماة عايزة جهد ومجهود عشان توصلي للشهرة وعيونك بتقول إنك ذكية ومجتهدة غير تقديرك طبعا انا موكل من النيابة العامة إني اوزع القضايا بس انا مش وكيل نيابة ولا حاجة عشان تبقي عارفة كله هيروح للنيابة فخلي عندك يقين على اد ماتتعبي هتلاقي تقدير جنا حضرتك اي قضية في واحد هنا متأكد انه مظلوم اتورط مع ناس كبار وممكن يكون متهدد انتي هتمسكي القضية دي.. حاولي تعرفي ايه حكايته... انا حاولت وهو رافض الكلام بس طبعا انك المحامية فدا مختلف... وصدقيني انا متاكد انه مظلوم فكرت ندى للحظات _خلاص هدرس القضية واقابله وهعرف حضرتك اللي حصل بالتوفيق ان شالله استاذة جنى متشكرة حضرة الضابط نظر إليها جواد بهدوء إسمي جواد الالفي